تعتبر المرأة عنصر فعال في المجتمع لما لها من أدوار أساسية في تنشئة و تربية الأجيال حسب ثقافة المجتمع التي تعيش فيه, والمرأة العين مديونية تحلت بهذه الخصوصية معتمدتا على مبادئ ثقافية إسلامية بالإضافة الى العادات و التقاليد محلية موروثة من الاجيال السالفة , في هذا الموضوع سأحاول بمشيئة الله أن أصف وسط العيش البدوي لسكان صنهاجة مصباح بالإضافة الى مجموعة من المميزات و الخصائص التي تمتاز بها المرأة العين مديونية على الوجه الخصوص و المرأة الصنهاجية عامة, عبر فترتين, فترة ما قبل الاستقلال و ما بعدها .
قبل البدء في التفاصيل أود أن أصف بعض الاشياء المتعلقة بمحيط عيش ساكنة عين مديونة قبل الاستقلال :
كانت المرأة العين مديونية تعيش حالة من المعاناة و التهميش نظرا للظروف الاقتصادية و الاجتماعية و عدم الاستقرار السياسي أنداك, و بحكم التضاريس الجبلية الصعبة لمعظم دواوير المنطقة , زاد هذا من معاناة المرأة العين المديونية التي كانت تستيقظ في الصباح الباكر و تبدأ في المشاغل و المعاناة اليومية من تنظيف المنزل و حلب الماعز أو النعجات و تحضير قهوة الفطور مع الخبز المسمن بزيت الزيتون أو 'خرينكو' أو خبز الشعير والسفنج... و لتحضير هذه الوجبات تذهب المرأة الى خارج البيت للبحث عن الحطب 'بشكل' بجوار منزلها و تقوم بإشعال النار في مكان مخصص لذلك يسمى 'الكانون' وهو عبار عن 'نصاصب' مكونة من ثلاثة أحجار تضاع فوقها 'المسخر' من الفخار على شكل دائري, وبعد وجبة الافطار تبدأ المرحلة الثانية من العمل و المثابرة لتنظيف المنزل و تحضير وجبة الغذاء الذي تبدأ بطحن القمح أو الشعير بواسطة 'رحى حجرية يدوية' و غربلة الطحن و عجنه في 'الكسعة ' مصنوعة بالفخار باستعمال الخميرة البلدية و الملح وتفريق هذه العجينة على شكل كويرات صغيرة على 'الميدونة' مصنوعة من نبات الدوم ثم تضع 'كحات' هذه العجينة بشكل دائري يترواح قطرها بحوالي أربعين سنتيمتر للخبزة و تضع الكل على لوحة خشبية تسمى 'الوصلة' مصنوعة من الخشب, و في انتظار خمر هذه 'الكحات' تبحث المرأة عن 'الفرنة' لانه في بعض دواير المنطقة يتناوبون على استعمال القرنة لكل أفراد الدوار خاصتا في الاماكن التي لا يوجد فيها الحطب بكثرة, الفرنة في منطقة صنهاجة كانت تبنى بالطين و بقايا الفخار المكسر أو 'شقوفة' ثم 'الفريش' أو حجرة كبيرة مسطحة لأرضية الفرنة و تحتوي 'الفرنة' على ثلاث فتحات, الاولى يدخل منها الخبر و الثانية يخرج منها الرماد و الثالثة تكون في السقف يخرج منها الدخان و يستعملون أربع أدوات عند طبخ الخبز في 'الفرنة' وهما الرماية لحمل الخبر و 'الجباد' و 'الحراك' لتحريك النار و 'الشطابة' لتنظيف أرضية 'الفرنة' من الرماد, وطهى الخبر في 'الفرنة' يكتسي نكهة ولون خاص يعطيه منظر شاهي و ذوقا لذيذا. في بعض الاحيان تلتجئ النساء الى 'الكانون' لطبخ الخبر على مقلاة من الفخار و يسمونه خبر ديال المسخر , و عندما تنتهي من 'الفرنة' ترجع المرأة الى المنزل من أجل تحضير الاكل, من بين الوجبات المشهورة في المنطقة هي وجبة 'البيصرة' التي تحضر بالفول أو بالجلبانة بحيث يتم تبريت الفول بواسطة 'رحى حجرية يدوية' ووضع هذا الفول في 'الكدرة' ثم وضع 'الكدرة على 'الكانون' و عندما يطهى الفول يتم خلطه بواسطة 'البوشلاط' و هو عبارة عن أعواد شجر الزيتون متعدد الاقران, مع تكليف احدى البنات لمخض الحليب في ما يعرف ب'افكير' يستغرق المخض وقتا طويلا للحصول على اللبن والسمن البلدي ، .
بالإضافة إلى كل هذا فإن دور المرأة الصنهاجية لم يقتصر فقط على البيت, بل في خارج البيت كذلك بحيث كانت تشتغل في الحقول الزراعية ومنهم من كانت تذهب الى السوق للبيع بعض المنتوجات المحلية كالدجاج أو البيض البلدي أو بعض المنتوجات الفلاحية الأخرى . في هذه فترات النساء اللواتي يذهبن الى سوق الأربعاء عين مديونة أغلبهم نساء مسنات أو أرامل, كانت النساء يرتدين غطاء أبيض عليهن يسمونه أنداك 'ليزار'. وتحزم بما يعرف ‘بالكورزية ’ وبالإضافة الى هذا فإنها كانت تقوم بمجموعة من الاعمال أخرى متعددة و متنوعة ...
و برغم من ذلك فإن المرأة الصنهاجية خاصتا كانت محرومة من أبسط حقوقها حتّى من ميراثها الشرعي بل في بعض الاحيان كانت كالمال تعطى مقابل قصاص للآخرين وفي هذا الجو المفعم بإهدار حقوقها فإن بعض الاشخاص نسوا قول الله تعالى في محكم آياته » : لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدان وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساء نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدان وَالأَقْرَبُونَ مِمّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُر نَصِيباً مَفْرُوضاً « الآية من سورة النساء .
قال كذلك في الآية الكريمة » فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ « سورة النساء:176 .
أين هو الحق الذي كان يعطيه الأخ لأخته في تقسيم التركة ؟ إذا رجعنا الي مائة سنة الى الوراء نجد في أغلب الحالات أن المرأة في منطقة صنهاجة مصباح كانت منسية في جميع الحقوق و استمرت على ذلك الحال الى حدود الاستقلال, و سبب هذا هو العامل السوسيوثقافي الذي يتمثل في طفو العنصر الذكوري و إقصاء الدور الأنثوي تماماً هذه المسألة ليست متعلق بالدين و إنما هي مسألة عادات و تقاليد مورثة من مجتمع أبوي أتى من أفكار مستشرقة و مثل هذه التقاليد جعلت من الأمة العربية و الاسلامية تعيش فترة طويلة من الانحطاط خلال العصور الوسطى الى حدود عصر النهضة العربية .
الجهل الذي كان يطغى على أغلب الناس جعل من المرأة أن تكون ضحية مهضومة الحقوق بجانب أخيها الرجل فأصبحت عرضة لمجموعة من الشبهات و 'الكليشيات' و 'النمطيات' من كل جانب داخل المجتمع . بحيث إذا تشاجر شخصين بينهما تأخذ الام الحصة الكبرى من السب بين المتخاصمين , و أنسبوا اليها السبب في شيطانة التي تقع بين الافراد و الجماعات المتخاصمة, وكان بعض الرجال يلقبها ب'الدار' أو ب'دراري', و كل هذا من اجل انكار شخصيتها أمام الناس .
سأصيف كذلك بعض الادوار التي كانت تقوم بها الجدات, كانت الجدة بمثابة مثال يقتدى به في الحكمة و التجربة بحث كانت تتكلف بحكي الحجيات و الخرافات من بين أهم الخرافات التي كانت تحكها لأحفادها خلال الليل تدور حول شخصية حديدان الحرامي و عمتي الغولة..., وكانت كذلك تلعب دور ممرضة للعائلة بحيث كانت تتكلف بتقبيل الحامل و قطع صرة المولود, و في ذلك العهد كان التداوي يتم غالب باستعمال الاعشاب الطبية في علاج بعض الامراض التي كانت منتشرة أنداك مثل الخيابة و بوحمرون و مرض السل الذي كان من بين الأمراض الفتاكة أنداك و أمراض اخرى... , و هناك عملية علاجية أخرى كانت جد منتشرة في المنطقة مثل عملية الحجامة و الكي و التعزيم ضد بعض الامراض مثل بوصفير و بوزلوم و الطيرة و العين ... و الجدة كانت غالبا هي صاحبة هذه التجارب لمواجهة بعض الامراض التي تصيب العائلة و الجيران.
قبل البدء في التفاصيل أود أن أصف بعض الاشياء المتعلقة بالمحيط عيش ساكنة عين مديونة بعد الاستقلال :
في المرحلة الاولى بعد الاستقلال, تغير حال المساكن بشكل نسبي بحيث أن المنازل الطينية لم يتغير منها سوى حجم النوافذ و الابواب أصبحت أكبر أما السقوف أصبح الناس يستعملون الميكا و الزنك عوض البرومي و الصخور و تم إضافة المراحيض في تصميم الدار , وتعممت بناية 'الداموس' و الغرفة لضيوف عند أغلب الناس في المنطقة بالنسبة للفقراء, أما الاغنياء يبنون منازلهم بالإسمنت بشكل عصري كما هو الحال الان .
فيما يتعلق بالأواني المنزلية, بالإضافة الى الاواني المصنوعة بالفخار, ظهرت أواني بلاستيك و الخزفية و الزجاجية ...
الطاقة المستعملة لطهي, بالإضافة الى النار الطبيعية أو 'العافية' ظهرت قنينات الغاز و طاقة الكهرباء خلال نهاية الثمانينات في عين مديونة .
للإضاءة في الليل الناس كانوا يستعملون 'لامبا' و الفتيلة بالغاز و في التسعينيات من القرن الماضي أغلب الناس يستعملون الطاقة الكهرباء في عين مديونة .
مداخيل اليومية لساكنة بالإضافة الى الفلاحة و الجني الموسمي و تربية الماشية ظهرت التجارة في الاسواق كعنصر مهم في تقدم اقتصاد المنطقة .
أما وضعية المرأة في منطقة عين مديونة بعد الاستقلال تغيرت شيئا ما مقارنة بالفترة ما قبلها و ذلك بفضل مجموعة من العوامل أهمها انفتاح قبائل عين مديونة على ثقافة المدينة و بالخصوص مدينة فاس التي تبعد عن ,عين مديونة بحوالي ثمانين كيلومتر, وذلك بفضل تطور وسائل النقل و الانتقال الناس بين فاس و عين مديونة حول عادات و تقاليد بعض النساء فأصبح بعضهن في عين مديونة يقتدين من نساء مدينة فاس و ذلك بأخذ بعض تقاليد اللباس مثل الجلباب و اللثام و أصبحت المرأة تهتم ببعض الصناعات التقليدية كغزل الصوف و الطرز بالصقلي على وجهات 'الشرابل' 'باليشفة' و الابرة باستعمال ألة خشبية صغيرة تسمى 'الطبلة' و الخياطة و 'الكروشي' لصناعة الملابس الصوفية ..
و بفضل هذا الانفتاح على المدينة حفز بعض الاباء في القرى للسمح الى بناتهم بذهب الى المدرسة. و أغلب هؤلاء الفتيات لا يتعدون المستوى الخامس ابتدائي خلال سنوات الثمانينات و ذلك بسب عدم وجود اعدادية في مركز البلدة و أم بعد هذه السنوات فأصبح الامر ميسرا للفتيات قرى في تتمة دراستهما حتى المستوى الثانوي.
بالإضافة الى كل هذا كانت المرأة العين مديونية تقوم بأشغال و أتعاب البيت اليومية و تربية الاطفال . اذا حال المرأة العين مديونية لا يقل شأنا عن أختها في جل مناطق القروية في المغرب ، فدورها كان و لايزال ينحصر في البيت و ما يدور حوله ، أغلب نساء عين مديونة يقمن باكرا ويحضرن الفطور الى أزواجهن لكي يذهبا الى العمل و بعد ذلك تحضير الفطور للأطفال لكي يذهبا الى المدرسة و بعدها تقوم بتنظيف المنزل و غسل الملابس و خبز العجينة و بحث عن الحطب و من تم بحث عن 'فرنة' القريبة منها, بحيث نجد في بعض الدواوير أن لهم 'فرنة' واحدة يشترك فيها كل الجيران كما كان معهودا من قبل.
أما المرأة التي تربي الأطفال فكانت تحمل حملين حمل شقاء البيت و حمل الاعتناء بصغارها فتحمل صغيرها على ظهرها بواسطة قطعة من الثوب و تبدآ في مواجهة أتعاب الحياة اليومية بشتى أنواعها .
أما حالة بعض الرجال؛ عندما يأتي الرجل من السوق يجد كل شيء على ما يرام فيأكل ثم يذهب مسرعا الى 'الفيلاج' أو 'البرارك' يقضي معظم أوقاته في المقهى يلعب البلوط ثم يعود متأخراً يأكل ثم ينام و ينتظر الفجر ليأخذ الطريق مرة أخرى الى السوق و هكذا تتوالى الأيام ، الأطفال لا يحسون بوجود مراقبة او عناية الأب لهم ، الزوجة لا ترى زوجها إلا عندما يشتق إليها، و تربية الأجيال تتوالى بهذه الطريقة عند أغلب العائلات في عين مديونة .
و في الختام أود أن اشير الى أن دور التي تلعبه المرأة في تقدم المجتمعات برهن عليه تاريخ البشرية خلال قرون و عهود مضت كيف أن المرأة تملك كفاءة عالية في تغيير المجتمعات ، إذ كنت ترى في المرأة على أنها عار فيما تملك من صفات أنثوية فإنها تملك قدرات فكرية كأخيها الرجل أو تتعداه أحيانا هناك في هذا العالم نساء تسيرن دولا و منظمات كبرى و هناك نساء في مراتب عالية في مختلف المجالات, كل هذا يجعلنا نثق في كفاءة المرأة التي تنتج ليس فقط الأطفال بل كذلك يمكنها أن تنتج حلول لعدة مشاكل التي تواجه المجتمعات, إذ كنا نكتفي بتخزين الانثى في البيت فإننا لا نستثمر من كفأتها الشيء الكثير, هناك العديد من العائلات ينزل عليهم الضباب عندما يعلم بأن هناك مولود أنثى منتظر وهذا من عادات العصر الجاهلي , فالمرأة لم تخلق فقط للبيت وإنما تربية الأولاد هي التي حتمت عليها أن تبقى في البيت الى جانب أبنائها الصغار ريثما يكبروا . نحن في عصر لا يمكن أن نعيش عادات الانسان القديم حيث أن الرجل يخرج الى الصيد و المرأة ترقب الخيمة . أما الآن المرأة و الرجل يوجدان على منحى واحد. وهذا ما لا يقبله الرجل الذي لم يخضع بعد للواقع. في تاريخ الاسلام كما نعلم أن خديجة بنت خويلد رضي الله عليها زوجة الرسول الله صلى الله عليه وسلام كانت تاجرة .
انظر من حولك أيها الرجل الصنهاجي هل تري امرأة تتاجر في بيع الخضر و الفواكه في الاسواق كل هذا بسبب ثقافتنا ناقصة ونظرتنا الوخيمة ينظرون الى المرأة نظرة جنسية و نظرة ضعف . والشعوب لا تتقدم بهذه الأفكار, الدين الاسلامي جاءنا بقيام و أخلاق، المرأة ليست عار و لا ضعيفة ، المرأة قبل كل شئ هي إنسان. الأب و الأخ هما من يجب عليهم أن يستثمرون في الابنة و الأخت, فحبسها في المنزل خوفا عليها من بطش الآخرين فاهي خسارة كبرى لكم و لها. فكم نجد من الدكاترة و المحامون و القضاة وغير ذلك من المناصب العلية في حوزة النساء. أ تكره أيها الأب أن تكون ابنتك أو اختك طبيبة تحتاجها في فترة مرضك و محامية تدفع عليك .
تعليقات : أحمد الصيد ,30/12/2014
بيت الجدة "رحمة الله" مبني بالطين والحجارة، ومسقف بجدوع الزرع، مكون من ثلاثة غرف، إحداها مخصصة للنوم والأكل، بمحاداة جدارها من الداخل يمتد صف من " الطنات" على شكل براميل من الطين لها فم في الأعلى و فتحة صغيرة في الأسفل، عادة ما تملأ بالتين أو الحبوب. أما ب " المستحام "(4) غير بعيد من باب البيت المصنوع من الخشب، فتوجد " گنبورات" زيت الزيتون، وبالنظر إلى السقف تحس و كأنك في حضرة عشاب، فهذه "ربطة" زعتر و هذه ل" فلايو "(5) و أخرى " لمريو الجرايحي "(6) ثم الريحان و مانتة والثوم، والبصل...وهي أعشاب تستعين بها الجدة، في معالجة مرضى المدشر الفقراء الذين عادة ما يلجؤون إليها لإزالة العين أو " الشقيقة "(7)، " الفكة "(8)، انتفاخ اللوزتين أو ألم الرأس...
في كل يوم كانت النسوة تأتيها بأبنائهن، خاصة الرضع، مصحوبات ب " ملح اليد "(9) من بيض أو حبوب أو زيت، فيثرثرن كثيرا ثم ينصرفن، وعادة ما يتشافى المرضى، ومنهم من يموت بعد أيام، فالناس بهذا المدشر لا يعرفون معنى الطبيب أو الدواء.
أغلب عمليات التداوي كانت تتم بحضرة احميدو، فهو يتألم لصراخ الأطفال، ويراقب جدته وهي تعلم النساء كيفية " تسميط"(10) الرضع بالشكل الصحيح، بل وكان يطرح أسئلة كثيرة حينما يشاهد الجدة وهي تشق فصوص الثوم لتستعين بها في عملية تفجير اللوزتين لمرضاها، أو تدهن موضع الدلك بالزيت.
في غرفة أخرى انتصبت رحى يدوية لطحن الحبوب، تتناوب على استعمالها الجارات، وهي ملتقى حقيقي لهن ليتحدثن في كل شيء، غير آبهات بتواجد الطفل الأشقر الصغير، والغريب أنهن لا يستحيين منه أبدا، فقد يصل بهن الأمر أن يتحدثن حتى عن أسرار أزواجهن، بل قد يبدين عوراتهن بوجوده.
على حائط هذا البيت علقت أدوات كثيرة بشكل متباعد، ففوق الرحى قد تجد " بوسيار"(11) أو غربال أو " شطاطو"(12)، وغير بعيد ينتصب " أمراگ"(13) وبجانبه " مغروف"(14) خشبية ، وبالأرض ينتشر " مهراز"(15) نحاسي، و"صحفة"(16) و"كسكاس"(17) وإناء، وكلها أدوات فخارية مصنوعة من الطين، وحده ذاك السطل الأبيض يبدو غريبا لأنه مصنوع من القصدير شأنه شأن " طبسيل"(18) يشبهه في اللون.
الجدة " رحمة الله " يحلو لها أن تناديه ب "سيدي أحمد التيجاني"، وهو لقب سيلتقطه أقرانه منها ليصبح لقبه الرسمي عند أطفال المدشر، فاللقب ليس من اختيار الطفل نفسه بهذه القرية، بل هو مجرد صدفة لها علاقة بنطق خاطئ لكلمة، أو عاهة، أو علامة بالجسد، وقد يرتبط لقبه بأبيه أو أمه كذلك.
................................
شرح المفردات الجبلية: